الاتجار بالمخدرات : 3 اجراءات قانونية رئيسية لمواجهته

يعد الاتجار بالمخدرات من أخطر الجرائم التي تواجه المجتمع المصري، حيث تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير الشباب الذين هم عماد الأمة. ومن أجل مكافحة هذه الجريمة الخطيرة، وضع القانون المصري مجموعة من التشريعات والعقوبات الصارمة للحد من الاتجار بالمخدرات، ومعاقبة المتورطين في إنتاجها وتوزيعها والاتجار بها.

في هذا المقال، سنتناول الاتجار بالمخدرات في القانون المصري بشكل مفصل.

ما هو الاتجار بالمخدرات ؟

الاتجار بالمخدرات هو تجارة غير مشروعة عالمية تتضمن زراعة وتصنيع وتوزيع وبيع مواد تخضع لقوانين حظر المخدرات. ويواصل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مراقبة وبحث أسواق الاتجار بالمخدرات غير المشروعة عالميًا.

أركان جريمة حيازة المخدرات

تشتمل أركان حيازة المخدرات على ما يلي :

1- الركن المادي (الفعلي) : يتضمن هذا الركن الفعل الفعلي لحيازة المخدرات. هذا يعني أن الشخص يجب أن يكون قد حاز، أو حمل، أو تحكم بطريقة ما في المخدرات. الحيازة يمكن أن تكون فعلية أو بناءة. الحيازة الفعلية تعني أن المخدرات كانت في الحيازة الجسدية للشخص، بينما الحيازة البناءة تعني أن الشخص لديه القدرة على التحكم في المخدرات حتى لو لم تكن في حيازته الجسدية مباشرةً.

2- الركن المعنوي (النية) : يجب أن يكون لدى الشخص النية لحيازة المخدرات. هذا يعني أن الحيازة يجب أن تكون عن علم وإرادة. إذا كان الشخص يحمل المخدرات دون علمه، فقد لا يتم اعتبار ذلك جريمة حيازة في بعض الأنظمة القانونية.

3- العنصر القانوني (الشرعية) : يجب أن تكون المادة المحتجزة مصنفة كمادة مخدرة غير قانونية وفقًا للقانون المحلي. يختلف تصنيف المواد المخدرة من دولة لأخرى، وبعض المواد قد تكون قانونية في دول معينة وغير قانونية في دول أخرى.

4- عدم وجود مبرر قانوني أو إذن : في حالة وجود مبرر قانوني أو إذن لحيازة المادة (مثل الاستخدام الطبي)، قد لا يتم اعتبار الحيازة جريمة.

الإجراءات القانونية في قضايا الاتجار بالمخدرات

أ) التحقيق مع المتهمين : بمجرد الاشتباه في جريمة الاتجار بالمخدرات، تقوم السلطات المختصة مثل النيابة العامة والشرطة بفتح تحقيق شامل حول الجريمة. تشمل هذه الإجراءات :
التحقيق المبدئي : يقوم الضباط بالتحقيق مع المتهمين وجمع الأدلة مثل المواد المخدرة، أجهزة الاتصال، والأموال التي تم ضبطها في حيازة المتهمين.
– اعتراف المتهم : غالبًا ما يعتمد التحقيق على اعترافات المتهمين، وفي بعض الأحيان يُجبر المتهمون على التعاون مع السلطات للكشف عن شبكات الاتجار بالمخدرات الأوسع.
– الفحص الطبي : قد يتم إخضاع المتهمين لفحص طبي للتأكد من أنهم ليسوا متعاطين للمخدرات، حيث يؤثر ذلك على تصنيف الجريمة والعقوبات المفروضة.

ب) الدفاع والمحاكمة : يلعب المحامي دورًا كبيرًا في قضايا الاتجار بالمخدرات من خلال تقديم دفاع قوي للمتهمين. تشمل استراتيجيات الدفاع :
– الطعن في الأدلة : يمكن للمحامي أن يطعن في صحة الأدلة المقدمة مثل المخدرات التي تم ضبطها أو الأدلة المتعلقة بالتحقيقات.
– الاستناد إلى الظروف المخففة : قد يحاول المحامي تقديم ظروف مخففة مثل عدم تورط المتهم بشكل مباشر في الاتجار بالمخدرات، أو كونه تحت تأثير الإكراه أو التهديد من قبل عصابات أكبر.

ج) الأحكام والعقوبات : بمجرد اكتمال التحقيقات والمحاكمة، تصدر المحكمة حكمًا على المتهم. يعتمد الحكم على عدة عوامل :
– حجم الكميات المضبوطة : كلما زادت الكميات المضبوطة من المخدرات، كلما كانت العقوبات أشد.
– نوع المادة المخدرة : تختلف العقوبات حسب نوع المخدر. فالمواد مثل الهيروين والكوكايين تعاقب بشكل أشد من الحشيش، حيث تعتبر هذه المواد من المخدرات شديدة الخطورة.
التورط الدولي : إذا كانت الجريمة مرتبطة بشبكات تهريب دولية، فإن العقوبات تكون أكثر قسوة، بما في ذلك فرض عقوبات بالإعدام أو السجن المؤبد.

ما حكم الاتجار بالمخدرات في مصر ؟

تنص المادة 34 من قانون الإجراءات والمخدرات رقم 182 لسنة 1960 من قانون مكافحة المخدرات وتعديلاته بالسجن المشدد. فقد تفرض على المدانين في قضايا الاتجار بالمخدرات عقوبات بالسجن المشدد تتراوح ما بين 3 سنوات و15 سنة، وتصل العقوبة إلى الإعدام أو المؤبد بالإضافة إلى فرض غرامات مالية كبيرة قد تصل إلى 500,000 جنيه.

أسباب البراءة في قضايا الاتجار بالمخدرات

باب البراءة في قضايا المخدرات قد تختلف حسب القوانين المحلية لكل بلد وظروف كل قضية. ومع ذلك، هناك بعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى البراءة في مثل هذه القضايا، وتشمل :

1- عدم كفاية الأدلة: إذا لم تتمكن النيابة من تقديم أدلة كافية لإثبات الجريمة بما يتجاوز مجرد الشك المعقول.
2- الإجراءات القانونية الخاطئة: الأخطاء في الإجراءات القانونية، مثل عدم قانونية الاعتقال أو التفتيش، قد تؤدي إلى استبعاد بعض الأدلة.
3- الدفاع بالترخيص أو الإذن القانوني: في بعض الحالات، قد يكون المتهم مرخصًا أو لديه إذن قانوني لحيازة المواد المخدرة (مثل في حالات الاستخدام الطبي).
4- التحديات القانونية لأدلة المختبر: التحديات التي تواجه دقة أو صحة نتائج تحليل المخدرات.
5- التمييز بين الحيازة الشخصية والتجارة: في بعض الأحيان، قد يكون هناك فارق بين الحيازة للاستخدام الشخصي والحيازة بقصد التوزيع أو الاتجار بالمخدرات.

الكفالة في قضايا المخدرات

مقدار الكفالة في قضايا الاتجار بالمخدرات يعتمد على عدة عوامل ويمكن أن يختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى. بعض العوامل التي تؤثر على مقدار الكفالة تشمل :

1- خطورة التهم: الكفالة للتهم الأكثر خطورة، مثل تهريب المخدرات أو الاتجار بها، عادة ما تكون أعلى من تلك الخاصة بتهم حيازة كميات صغيرة للاستخدام الشخصي.
2- سجل المتهم الجنائي: الأشخاص الذين لديهم سجلات جنائية سابقة، خاصة إذا كانت متعلقة بالمخدرات، قد يواجهون كفالات أعلى.
3- الظروف المحيطة بالقضية: عوامل مثل كمية المخدرات المضبوطة، نوع المخدرات، وأدلة النية للتوزيع أو الاتجار بالمخدرات يمكن أن تؤثر على مقدار الكفالة.
4- الوضع المالي والاجتماعي للمتهم: في بعض الحالات، يمكن أن تأخذ المحكمة في الاعتبار القدرة المالية للمتهم وعلاقاته بالمجتمع.
5- القوانين المحلية: الكفالة تختلف أيضًا بناءً على القوانين والممارسات القضائية في المنطقة الجغرافية حيث تم توجيه الاتهام.

الاتجار بالمخدرات جنحة أم جناية ؟

الاتجار بالمخدرات هي جريمة والمتهم بها هو مجرم آثم مستحق العقاب في كل الأحوال، ويكون الفرق الجوهري بين المتعاطي وتاجر المواد المخدرة هو الكمية من المخدر التي ضبطت معه. فإذا كانت بسيطة فتعد قرينة على أن هذا المتهم هو متعاطٍ، أما إذا استعظمت الكمية فإن ذلك دليل على أن المتهم يتاجر بالمخدرات.

للحصول على استشارة قانونية ، يمكنك التواصل معنا عبر الرقم: 01019892158.

دور المحامي في قضايا الاتجار بالمخدرات

يعد دور المحامي في قضايا الاتجار بالمخدرات حيويًا، حيث يعمل على تقديم الدفاع القانوني المناسب للمتهمين. يجب أن يكون المحامي ملمًا بجميع تفاصيل القانون المصري المتعلق بجرائم المخدرات، وكذلك الإجراءات القانونية المعمول بها.

1- تقديم الاستشارات القانونية : في مرحلة التحقيقات الأولية، يقدم المحامي استشارات قانونية للمتهم حول حقوقه القانونية، وما يجب فعله أو الامتناع عن القيام به خلال التحقيقات. هذا يشمل تقديم النصح بشأن حق الصمت ورفض الإدلاء بأي اعترافات قبل الحصول على استشارة قانونية.
2- تمثيل المتهم في المحكمة : يتولى المحامي الدفاع عن المتهم أمام المحكمة، ويعمل على الطعن في الأدلة المقدمة من قبل الادعاء. إذا لم تكن الأدلة كافية لإثبات التهمة، يمكن للمحامي السعي للحصول على حكم بالبراءة أو تخفيف العقوبة.
3- الإجراءات القانونية اللاحقة : بعد صدور الحكم، يحق للمتهم استئناف الحكم إذا كانت هناك أسباب قانونية للطعن في الحكم الأولي. يتولى المحامي تقديم الطعون القانونية أمام محكمة الاستئناف.

إقرأ أيضا : حيازة المخدرات بقصد الاتجار

× تواصل معنا الأن واحجز استشارتك