في حالات الطلاق تكون إستعادة الحضانة من القضايا التي تشغل بال الكثير من الأمهات والآباء، حيث يُعتبر الأطفال من أهم أركان النزاع القانوني في مثل هذه الحالات قد تتغير الحضانة بعد الطلاق بناءً على عدة عوامل وأحيانًا يكون أحد الأطراف غير راضٍ عن قرار المحكمة بشأن الحضانة فيسعى لاستعادتها من خلال اتخاذ إجراءات قانونية.
سنستعرض في هذا المقال الإجراءات القانونية لإستعادة الحضانة في حالة الطلاق وفقًا لقانون الأحوال الشخصية المصري.
1. ما هي الحضانة في قانون الأحوال الشخصية المصري؟
تُعرَف الحضانة في قانون الأحوال الشخصية المصري على أنها حق الأطفال في أن يعيشوا مع أحد الوالدين بعد الطلاق ويجب أن يكون هذا الشخص قادرًا على رعايتهم وحمايتهم وتوفير احتياجاتهم النفسية والجسدية ويتم تحديد الحضانة بناءً على المصلحة الفضلى للطفل أي أن المحكمة تأخذ في اعتبارها مصلحة الطفل قبل كل شيء.
بعد الطلاق، لا يتم إلغاء حق الطرفين في رؤية الطفل أو رعايته، لكن الحضانة تكون للطرف الذي توفر له المحكمة أفضل ظروف للرعاية. عادةً ما تُمنح الحضانة للأم في حالة وجود أطفال تحت سن معينة، ما لم تكن هناك أسباب قانونية تدعو لتغيير هذا القرار.
2. شروط الحضانة في قانون الأحوال الشخصية المصري
قبل أن نتناول إجراءات إستعادة الحضانة يجب أولًا معرفة الشروط التي يعتمد عليها قانون الأسرة المصري في تحديد الحضانة:
1. أن يكون الحاضن بالغًا وعاقلًا:
يشترط أن يكون الحاضن بالغًا، عاقلًا وقادرًا على تحمل مسؤولية الحضانة وتربية الطفل بصورة سليمة.
2. القدرة على تربية الطفل ورعايته:
يجب أن يتمتع الحاضن بقدرات جسدية ونفسية تؤهله لتلبية احتياجات الطفل وتقديم الرعاية الكافية له.
3. توفر الأمان النفسي للطفل:
يلزم القانون أن يقدم الحاضن بيئة آمنة ومستقرة نفسيًا للطفل، خالية من التهديدات النفسية أو الإهمال.
5. خلو الحاضن من السوابق الجنائية:
يجب أن يكون الحاضن حسن السلوك والسمعة، وأن يكون خاليًا من السوابق الجنائية أو الجرائم التي قد تؤثر على تربية الطفل.
6. أن لا تكون الحاضنة متزوجة من رجل أجنبي عن الطفل:
إذا كانت الحاضنة الأم متزوجة من رجل آخر غير والد الطفل، قد تسقط عنها الحضانة؛ وذلك للحفاظ على مصلحة الطفل.
7. أن يكون الحاضن من نفس ديانة الطفل:
يشترط القانون أن يكون الحاضن من نفس ديانة الطفل، حتى لا يتعرض الطفل لتضارب في التوجه الديني.
8. القدرة على توفير التعليم للطفل:
من المهم أن يكون الحاضن قادرًا على توفير التعليم المناسب للطفل، ومتابعة تقدمه الدراسي والمساهمة في نموه العلمي.
9. أن تتوفر شروط الأمان الصحي:
يشترط أن يكون الحاضن خاليًا من الأمراض المعدية أو المزمنة التي قد تؤثر سلبًا على صحة الطفل وسلامته.
3. أسباب تغيير الحضانة بعد الطلاق
قد يلجأ أحد الوالدين لإستعادة الحضانة في حالة الطلاق إذا كان هناك أسباب قانونية تؤيد ذلك وبعض هذه الأسباب تشمل:
1. إهمال أو إساءة المعاملة
إذا ثبت أن الحاضن لا يعتني بالطفل بشكل مناسب أو يتسبب في ضرر له من خلال إهماله أو سوء معاملته، قد يكون ذلك سببًا كافيًا لتغيير الحضانة.1.
2. ظروف معيشية غير مناسبة
في حال كانت ظروف المعيشة للحاضن غير ملائمة لتربية الطفل، مثل غياب المأوى أو عدم توفر الدعم المالي اللازم، يمكن للوالد الآخر طلب نقل الحضانة.
3. رغبة الطفل في اختيار الحاضن
إذا بلغ الطفل سنًا معينًا (عادةً ما يتراوح بين 7 و 12 عامًا في القانون المصري)، يمكنه التعبير عن رغبته في البقاء مع أحد الوالدين، وقد يُنظر لهذه الرغبة عند اتخاذ قرار بشأن الحضانة.
4. تدهور الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي للحاضن
إذا حدث تدهور كبير في الوضع المالي أو الاجتماعي للحاضن بحيث يؤثر سلبًا على استقراره وقدرته على توفير حياة ملائمة للطفل، يمكن للوالد الآخر التقدم بطلب نقل الحضانة.
5. الحالة الصحية للحاضن
إذا تدهورت صحة الحاضن أو أصيب بمرض مزمن أو معدٍ قد يعوقه عن رعاية الطفل بشكل كافٍ، يمكن أن يكون هذا سببًا لتغيير الحضانة.
6. سفر الحاضن خارج البلاد دون اتفاق
في حال قرر الحاضن السفر خارج البلاد مع الطفل دون موافقة الوالد الآخر أو بدون ترتيب قانوني، قد يُعتبر هذا السبب كافيًا لطلب نقل الحضانة.
7. زواج الأم الحاضنة من رجل أجنبي عن الطفل
إذا تزوجت الأم الحاضنة من رجل آخر، خصوصًا إذا كان الرجل غير قريب للطفل، قد يؤدي ذلك إلى نقل الحضانة للأب أو لجهة أخرى مؤهلة.
8. التعرض لممارسات ضارة أو غير ملائمة
إذا تعرض الطفل لممارسات ضارة أخلاقية أو نفسية تحت رعاية الحاضن، مثل إهمال تربيته أو عدم الاهتمام بتعليمه، قد يُطلب نقل الحضانة لضمان سلامة الطفل.
9. التأثير السلبي على تعليم الطفل
إذا تسبب الحاضن في إهمال تعليم الطفل أو تدهور مستواه الدراسي بسبب عدم التزامه برعايته التعليمية، يمكن اعتبار هذا سببًا كافيًا لتغيير الحضانة.
10. عدم الالتزام بأحكام الرؤية
إذا امتنع الحاضن بشكل متكرر عن تمكين الوالد الآخر من ممارسة حق الرؤية وفق الأحكام القضائية، يمكن للوالد الآخر التقدم بطلب نقل الحضانة لضمان حقه في التواصل مع الطفل.
وإذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية بشأن الإجراءات الخاصة بإستعادة الحضانة أو تحديد الأفضلية في الحضانة تواصل معنا عبر الرقم 01019892158 للحصول على استشارة قانونية.
4. كيفية رفع دعوى لإستعادة الحضانة؟
إذا كنت ترغب في إستعادة الحضانة أو تعديل حكم المحكمة بشأن الحضانة بعد الطلاق، يجب اتباع الخطوات القانونية التالية:
1. تقديم الدعوى أمام محكمة الأسرة:
تبدأ الإجراءات بتقديم دعوى أمام محكمة الأسرة التي كانت قد أصدرت حكم الحضانة في وقت سابق ويجب على الشخص الذي يرفع الدعوى تقديم كافة الأدلة التي تثبت أنه هو الأنسب لرعاية الطفل.
2. تقديم الأدلة والشهادات:
في مثل هذه القضايا، يعتبر إثبات الإهمال أو سوء المعاملة من أبرز الأدلة التي قد تدعم الدعوى ويمكن تقديم شهادات من شهود أو مستندات تثبت توافر ظروف أفضل للطفل في حال تم منح الحضانة للطرف الآخر.
3. استدعاء الطرف الآخر:
بعد تقديم الدعوى تقوم المحكمة باستدعاء الطرف الآخر (الذي حصل على الحضانة) لسماع دفاعه حول القضية.
4. الاستماع إلى أقوال الطفل (إذا بلغ سنًا مناسبًا):
في بعض الحالات قد تستدعي المحكمة الطفل للاستماع إلى أقواله حول من يفضل العيش معه إذا بلغ سنًا يسمح له بذلك (عادةً في سن 7 سنوات أو أكثر).
5. حكم المحكمة:
بعد سماع أقوال الأطراف والأدلة المقدمة تصدر المحكمة حكمها بشأن تغيير الحضانة أو استعادتها بناءً على مصلحة الطفل الفضلى.
وإذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية بشأن كيفية رفع دعوى لإستعادة الحضانة أو المستندات التي تحتاج إليها، تواصل معنا عبر الرقم 01019892158 للحصول على استشارة قانونية.
5. ما هي آلية تنفيذ حكم الحضانة؟
في حال تم منح الحضانة لأحد الوالدين بعد تغيير الحكم يجب تنفيذ القرار الصادر من المحكمة ويتضمن تنفيذ حكم الحضانة ما يلي:
– تنفيذ الحكم بأمر من المحكمة:
إذا كان أحد الأطراف يرفض تنفيذ حكم الحضانة، يمكن للآخر تقديم طلب للمحكمة لتنفيذ الحكم بالقوة الجبرية.
– زيارة الأطفال:
في بعض الحالات، قد تُحدد المحكمة الحق في زيارة الطفل للطرف الذي لم يحصل على الحضانة.
وإذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية بشأن تنفيذ حكم إستعادة الحضانة أو إذا كنت تواجه صعوبة في تنفيذ القرار، تواصل معنا عبر الرقم 01024439838 للحصول على استشارة قانونية شاملة.
وفى النهاية تعد إستعادة الحضانة من القضايا القانونية الحساسة التي تثير العديد من التحديات في حالات الطلاق وإذا كانت لديك رغبة في إستعادة الحضانة بعد الطلاق، يجب عليك اتباع الإجراءات القانونية السليمة، مع تقديم الأدلة والشهادات التي تدعم قضيتك وتذكر دائمًا أن المصلحة الفضلى للطفل هي المعيار الأساسي الذي يعتمد عليه القانون المصري في مثل هذه القضايا.
احجز استشارتك الأن بشأن إستعادة الحضانة أو تقديم الدعوى بشكل صحيح، تواصل معنا عبر الرقم 01019892158